أنا و القلم للشاعر حسن رمضان

 أنا والقلم

*******

يومَ التقيتُهُ

أحببتُهُ وأحبَّني

فغدوتُ طَوْعَ أمرهِ

وغدا سبيلي إلى القِمَم

سلّمتُهُ مشاعري

فأجادَ في إظهارها

وكشفتُ كُلَّ معابري

فأشادَ في أزهارها

قلمي حبيبي وتوأمي

لا بل أنا حبرُ القلَم

الصدقُ فينا راسِخٌ

فينا الوفاءُ شامِخٌ

وكِلانا للحقِّ علَم

لن نُرتشى بدراهمٍ

ولن نُباعَ كالغنَم

ففي السياسةِ صوتُنا

صوتُ الحقيقةِ والقِيَم

لا نخشى لومةَ لائمٍ

لا نخشى سطوةَ حاكِمٍ

لا نخشى كيدَ مَنْ ظلَم

وفي الديانةِ عقلُنا

عقلُ التفكُّرِ لا العدَم

لسنا لأيِّ إشارةٍ

نأتي فنُدلي بالنَّعَم

ظِلُّ الإلهِ عقولُنا

وعقولُنا رأسُ الهرَم

الله وحدهُ ربُّنا

وربُّنا ربُّ الأُمَم

لن ننحني لغيرهِ

لا لسنا عُبَّادَ الصنَم

قلمي يقولُ مَنْ أنا

يا عاشِقي إنّي هنا

فأنا كما قلتُ أنا

لن أخلُطَ الشَّهْدَ بسُمّ

مُتحرِّرٌ في فِكرتي

ولن أكونَ كالحَكَم

ولن أكونَ مُنافِقاً

كالبعضِ في ساحِ الحَرَم

أنا شاعرٌ يا سادتي

لا بل أنا صوتُ الألَم

كثُرَت جروحُ عشيرتي

بعشيرتي أعني الأعَمّ

أعني العُروبةَ سادتي

فعُروبتي الشيءُ الأهَمّ

سأكونُ حتماً ثائراً

في وجهِ كلِّ مَنْ ظلَم

سيفي معي يا سادتي

ومعي الذَّخيرةُ في القلَم

القدسُ بابُ مدينتي

والأقصى بابُ قضيّتي

بالسيفِ وحدهُ مؤمنٌ

سترجعُ القدسُ نعَم

لو كان ذنبي ثورتي؟

فالذنبُ هذا مُحترَم

ليتَ الذنوبَ كثيرةٌ ؟

لتفاخَرَ ربُّ الحرَم

لاستبشرَتْ جنّاتُهُ

في كلِّ سيفٍ مع قلَم

***************

شاعر الأمل حسن رمضان لبنان