إمراة بألف ذكرى للشاعر ربيع دهام
( إمرأةٌ بألفِ ذكرى )
أنساكِ
وكيف أنساكِ؟
وقلبي
إلى أينما ينظرُ
يراكِ
لو خطَفَتكِ الدنيا
من بابِ ضلوعي
فإني
في شبّاكِ الحضنِ
ألقاكِ
أنساكِ
وكيف أنساك؟
ماكــرٌ هو الليلُ
وأنتِ
مثل الليلِ وأمكرْ
يصبغُ بالظلامِ
رداءَ شعرَكِ
فترمقنني من وجهِ القمرِ
عيناكِ
أنساكِ
وكيف أنساك؟
وأقبّل يديكِ الجميلتينِ
وأمضي
تحت نجوم الصبحِ
وأمضي
ويحجبُ الغيمُ
قمراءَكِ عنّي
ويضربني بالبرقِ وبالرعدِ
ويصفعُ وجنتي
بإغصان الشجرْ
ويركلني بالريحِ
وبالمطرْ
فأصرخ بالغيمِ وأصيحُ :
" حبيبتي في العواصف
ثباتي
وحبيبتي قاربي في الدنيا
ومرساتي
وحبيبتي مظلتي ونجاتي"
ويجرجرُ الغيمُ مطرَهُ
ويرحلُ
وأبقى أنا وأنتِ والقمرْ
ليس لي مظلةٌ تقيني
من صفعِ الأمطارِ سواك
أنساك؟
وكيف أنساك؟
يا امرأةً تعربِشُ كالعنقودِ
على ضلوعِ السهرْ
ويا أصابع تلملمني
كاللوتس
من مستنقعاتِ الضجرْ
ويا بساط ريحٍ
يصحبني إلى حيث يأخذني
السفرْ
أذكركِ
كلما عزفتِ بأصابعكِ
على مفاتيح صدري
وأذكركِ
كلما دغدغتِ بالضحكِ
أحزان عمري
وأذكرك
يا من نقشتِ وجهكِ
في تقاسيم فؤادي
وأذكركِ
وليس كلَّ من حفرِ في النبضِ
وَصَلْ
وأذكركِ
يا نوتة ً موسيقيّةً
ويا ألحاناً ساهريّة
لا ترحلُ ولا تنضبُ ولا تموتُ
ولو مات من عزفِها الوترْ
كلُّ النجومِ غداً راحلةٌ
وتبقين أنتِ
نجمة ليلي الوحيدةْ
أدقُّ البابَ
فيفتحُ قلبيْ
وبذراعيَّ المشتاقتين
ألقاكِ
أنساكِ؟
وكيف أنساك؟
( ربيع دهام)
Commentaires
Enregistrer un commentaire