ولادة للشاعر وليد أيوب
ولادة
من رحم الاحزان أتيت الى الدنيا
من شفتيّ شمس زنجيّة
ولقد فضّلت، إذ خرجت من رحم أمّي
البكاء على الغناء
أنا الطفل الفلسطينيّ
الرجل الذي تزمزم عند رجليّ أمّه
في الصحراء القاحلة
لم احن للريح العاتية قامتي
ولم أقبل أن يقال عن جارتي
إنها سقطت شهيدة
بل ارتقت وحطّت روحها
ما بين الانبياء والاولياء
فكلّ يوم يخدش ايقاع الجنازات موسيقى الظهيرة
وعلى الفرشات الوثيرة
يتضاجع الزعماء
فمن أعطاهم مفاتيح الحكم والتحكم
في مصائر العباد، والإفتاء
كي يقتلوا نزار بناتي؟
وترى اليهم جارتي
يسهبون في اناقتهم
ويخططون لاصطياد الفريسة التالية
ليقدّموها جرعة ماء شهيّة
لأعداء الانسانيّة
ويبلغ غضبها أوجه
وتستغرب كيف ان الله سبحانه
أعطاهم الدنيا وهو يرى اليهم
يقومون الى الصلاة بخافق الدجّال
سحقا لمفرزة اللصوص
الذين انتهكوا الارض
وبنوا فيها سدودا
يختفون وراءها
وعند جذورها مثل الطحالب
في المغارب والمشارق
وقالت جارتي
إنّها تبحث عن خيولنا الاصيلة
فان الديار قد فارقتنا
تركناها للأفاعي والعقارب
لم نزل فيها
ولكنها زهقتنا
ففارقتنا
او ربّما تكون قرفتنا
إذ ملّت روايات نلفّقها قديمة
ربّما انتظرت كي نجدّدها
فاستخف ّبها انتظارها الخائب
بقلم الشاعر وليد ايوب
Commentaires
Enregistrer un commentaire